Thursday, September 19, 2019

انتخابات تونس: ماذا يعني صعود قيس سعيد ونبيل القروي؟

وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها من تونس، فإن النتائج الجزئية بعد فرز أكثر من نصف الأصوات، في انتخابات الرئاسة التونسية، تظهر أن الناخبين أحدثوا "زلزالا سياسيا"، برفضهم قيادات بارزة لصالح أستاذ في القانون، غير معروف على نحو يذكر، وقطب إعلامي مسجون يشتبه بتهربه من الضرائب.
وكان أستاذ القانون المحافظ قيس سعيد، وقطب الإعلام الذي يحاكم بتهم فساد نبيل القروي، قد تقدما على 24 مرشحا آخرين، بينهم رئيس الوزراء يوسف الشاهد، ورئيسا وزراء سابقان، ورئيس سابق ووزير الدفاع، إضافة إلى عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة الإسلامي المعتدل.
وتشير النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية التونسية، إلى أن قيس سعيد جاء في المقدمة، وحصد ما نسبته 18.7 في المئة من الاصوات، بينما جاء القروي في المركز الثاني، بنسبة 15.5 في المئة ، وحل عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة الإسلامي المعتدل ثالثا، بحصوله على 13.1 في المئة.
ووفقا لكثير من المراقبين، فإن النتيجة تمثل صدمة كبيرة، للمؤسسة السياسية التونسية، بكل رموزها وأحزابها، وتؤشر إلى حالة من فقدان الثقة، من قبل الشعب التونسي، بالمؤسسة السياسية التي حكمت البلاد على مدار سنوات ماضية.
وإذا أكدت النتائج الرسمية المتوقعة، الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر، ما أعلن عن فوز قيس سعيد ونبيل القروي، فإن ذلك سيمثل رفضا قويا للحكومات المتعاقبة، التي لم تستطع تحسين مستوى المعيشة أو إنهاء الفساد.
وكانت تقارير قد أشارت إلى تدني، في نسبة الإقبال على التصويت، حيث بلغت 45 % ، مقارنة بنسبة 63 % عام 2014، وأضافت أن ضعف الإقبال يسلط الضوء، على الإحباط واسع النطاق، من ضعف الاقتصاد، وارتفاع البطالة وتردي الخدمات العامة وتجذر الفساد.
وكان قيس سعيد، قد وصف النتائج التي أظهرت تقدمه السباق الانتخابي، بأنها تشبه "ثورة ثانية" وقال" ما حصل يحملني مسؤولية كبرى لتحويل الإحباط الى أمل.
وينتمي سعيد، الذي يتحدث الفصحى دائما، كما لو كان في محاضرة بالجامعة، للطبقة المتوسطة على عكس أغلب الطبقة السياسية، ويقود سيارته القديمة، ويقول إنه يفضل البقاء في منزله، إذا تم انتخابه بدلا من الانتقال إلى القصر الرئاسي الفاخر في قرطاج.
وبينما أنفق مرشحون مئات الآلاف من الدولارات، على حملاتهم، لم يكن لسعيد مدير حملة، ولا تمويل، وقد اكتفى بمقر متواضع من ثلاث غرف، في مبنى قديم وسط العاصمة، وكان يعول على تبرعات متواضعة من متطوعين يدعمونه.
ويتشابه نبيل القروي، الذي حل في المرتبة الثانية، مع قيس سعيد، في أن كليهما جاءا من خارج المؤسسة السياسية التونسية، لكنهما يختلفان من حيث الإمكانات والثراء المالي، ويشارك القروي الذي يقدم نفسه على أنه رجل أعمال ناشط، في المجال الخيري، في الانتخابات باسم حزب "قلب تونس".
برأيكم
إلى أي شيء يؤشر فوز مرشحين من خارج المؤسسة السياسية في الانتخابات التونسية؟
وكيف ترون ما يقوله البعض من أن صعود هذين المرشحين يؤشر إلى نمو للشعبوية في تونس؟
ما هو تأثير هذا الصعود لقيس سعيد ونبيل القروي على المؤسسة السياسية والاحزاب التونسية القديمة؟
وهل يتمكن أي من قيس سعيد ونبيل القروي من معالجة المشكلات المتراكمة لتونس في حالة صعودهما للسلطة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.